أيام من دم


(قصة مبنية على احداث واقعية)
اذكر جيدا ذاك اليوم المخضب بالدم حيث كنت اتصل بوالدي مرات ومرات دونما سبب وجيه او حاجة لشيء لكن لاني اشعر بنغزة قلب قوية ، 
الساعة ال 6والنصف :
فاقت عدد المكالمات التي لم يرد عليها الثلاثين مكالمة وانشغل بالي اكثر فأكثر 
الى ان هداني قلبي فاتصلت بالخال ابو فريز مخبرا اياي ان والدي في المشفى لاسباب صحية بسيطة 
لم اصدق ذلك فالقلب لم يرتح لسماع ما قاله .
ماهي سويعات حتى علمت ان والدي في مشفى دير عطية و مصاب بالجلطة القلبية 
بعد الحوقلة والبسملة و الترتيل حملت نفسي وذهبت بها الى مكتب العقيد وقد تجاوزت الساعة العاشرة والنصف مساءا 
أديت التحية في فتور فرد عليي احد زبانيته او ما يقال مراسليه ليقول لي انه نائم او يستعد للنوم حسب تعبيره 
وقتها بالذات ادركت ان مهمة المراسل نفسها مهمة الزوجة او لنقول ك مهمة المومس التي تكون ملكيتها خاصة بشخص واحد لكنها بجميع الاحوال مومس 
دعنا من هذا الكلام 
المهم اني رجعت من عنده خالي الوفاض ونفسي تحدثني ان اتابع من باب المكتب الى باب الوحدة فالكراجات فالمشفى لكن ترجلت عن قراري وايقنت اني لا محالة سأبيت ليلتي في المركز 
امضيت ليلتها ساهرا لم تغمض عيني 
تذكرت فيها كل ما مررت به من مشاكل مع والدي وصدامات تذكرت كل كلمة قالها وكل نصح وكل ارشاد وكل كلمة ادركت فيها طعم حياتي 
كل نصيحة ما عملت بها 
كل موعظة لم اتعظ منها 
تذكرت اخر مرة اخبرته اني احبه 
لم تبقى ذكرى الا ومرت ببالي كشريط سينمائي طويل جدا قد نافسو فيه في غينيس يعاد الشريط ويعاد ويعاد الى ان طلع الفجر علي وعيناي لم تريا النوم ليلتها 
في الساعة السابعة والثلت اخذت زمام اموري و اتجهت نحو مكتبه طالبا عونه باجازة اتدبر فيها امري 
ما ان توجهت الى مكتبه حتى رأيته جالسا يشرب فنجان قهوته الصباحي 
حييته رد تحيتي حسب الاصول العسكرية 
- ما مجيئك في هذا الوقت المبكر 
- سيدي والدي مريض و وضعه تعبان و هو بالمشفى لا اعلم ما اصابه ولا احد يخبرني ما به 
- اذهب فاكتب يومين وكن بجانب ابيك امده اللله بالعمر الطويل والسلامة 
- شكرا سيدي وساتصل بك يوميا اخبرك بمستجدات الامور .
- انصرف 
من لحظتها انصرفت الى الكراجات ف دمشق ف دير عطية مشفى الباسل مباشرة 
ما ان دخلت المشفى حتى رايت نصف رجال قريتنا امام المشفى واقفين 
انادي اين ابي فلا يجيب احد
ماالذي حل به لا اجد جوابا 
الى ان شرح لي ابو ابراهيم ابن عمتي القصة كاملة بدون نقص ولا زيادة 
لم اكن قد رأيته بعد 
دخلت اليه اول مرة كان في العناية المشددة فاقدا للوعي والخراطيم تخرج من سائر انحاء جسده كانه كائن فضائي او رائد فضاء لم تكن توقعاتي ان اراه بهذا الضعف وبهذا الشكل بلا حيلة ولا قوة ولا جبروت 
كيف وانا اعتدت ذلك الرجل الصارخ القوي العصبي 
العبقري الذي تحس انه شق الارض وخرج من بين طياتها 
لم اصدق ما رأته عيناي لوهلة تفحصت بعيني تفحصا سريعا جميع ملامحه قائلا في نفسي لا هذا ليس ابي ليس هو 
ابي اتصل بي البارحة وكان قويا وصوته قوي لم يكن هكذا .
في الوهلة الثانية احسست بالضعف فعلا فقدان الاب موجع 
مهما كانت العداوة ف الفقدان موجع جدا 
لم اجرب هذا الشعور من قبل الحب المختلط بالخوف الفقد .احسست ان الدنيا اغلقت في وجهي ابوابها 
ترجلت الى الخارج مسرعا.واخذت زاوية منفردة 
احسست بدموعي لاول مرة. واتصلت بامي بعدها مباشرة 
لأكذب عليها و لاخبرها اني قد رايته في احسن حال 

يتبع-

تعليقات